تأسست كليةُ الطّب في مدينة حَيفا عامَ 1969 على يدّ مجموعةٍ من الأطباء الذين أدركوا أهميّة وجودِ مدرسة لتعليم الطّب والبحث العلمي في شمال إسرائيل. لقد شملت الدُّفعة الأولى ٤٣ طالباً الذين انهوا سنينهم الثّلاث الاولى “ما قبل السريرية”في خارج البلاد. تم قبول اولئك الطّلاب بالكليّة لبرنامج مدتّه أربع سنوات، في خلاله أكمل الطلاب شهادة الطب بعد إتمام سنتين من التعليم وسنتين من التدريب السّريري في المستشفيات الإسرائيلية. في 3 يناير 1971، وافق مجلس الشيوخ في التخنيون على انضمام كلية الطّب له، والتي بدأت التعليم في 1 أكتوبر 1973. مكّنت القوة الأكاديمية لمعهد التكنولوجيا (التخنيون) كليّةَ الطّب من توسيع وتطوير مساق التّعليم للسّنوات “ما قبل السّريرية” كما مساق السنوات “السّريرية” مما جعل البرنامج الطبIي يتراوح في مدته ستّة سنوات. بدأت دراسة الدفعة الأولى تحت هـذا البرنامج في عام 1973.
إن نُمو كلية الطّب إعتمد على توفيرِ حاضنةٍ تسمحُ بقيام الأبحاث المتقدمة. لقد قدّمَ المَرحوم السيّد باروخ رابابورت (1922-2010) وزوجته المرحومة السّيدة روث رابابورت (1924-2018)، الدعم الأساسي الذي مكّن من وضعِ حجرِ الأساس لبناءٍ حديثٍ وموَّسع في عام 1974. بعد خمس سنوات، في 30 أكتوبر 1979، تمّ افتتاحُ مبنى كليّة الطّب للتعليم والبحث. في عام 1991، وبُغيةَ إظهارِ التقدير لدعم عائلة رابابورت المستمر على مر السّنين لكليّة الطّب، أعيدت تسميتها إلى “كلية الطب على اسم روث وباروخ رابابورت”.
توسعت كلية الطّب على اسم روث وباروخ رابابورت باستمرار منذ إنشائها في عام 1969. قد تم إنشاء مَناهِجَ تعلميّه ومَناهِجَ أبحاثٍ جديدة، كما وازداد عدد الطلاب، الباحثين والطاقم التعليمي مع مرور كل دُفعة. ومنذ انتهاء الدُّفعة الأولى في عام 1974، حاز أكثر من 2500 طبيب على لقبه في الطب من هذه الكلية. علاوة على لقب الطّب، تتيح الكلية الحصول على اللقبين الثّاني (ماجيستر) والثّالث (الدكتوراة) في مجال علوم الطب، حيث تمكن الكلية بهذه المساقات الطلابَ من ممارسةِ البحث العلميّ في مجالات الطّب والهندسة الطبية. تفخر الكليّة بحيازة اثنين من علمائها على جائزة نوبل في الكيمياء لعام 2004، البروفيسور أفرام هيرشكو والبروفسور أهارون تشيخانوفير. إن عملهم الدؤوب بالمشاركة مع البروفيسور إيروين من معهد أبحاث السرطان في فيلادلفيا، أدى الى اكتشاف جهاز اليوبيكويتين المسؤولِ عن التّعرفِ على البروتينات الخلوية المهيئة للتّفكيك. يجدرُ الذكر ان هذا الإكتشاف أدى إلى اختراقات في أبحاث السرطان والأمراض العصبية التَنَكُسيَّة والأمراض الأخرى.